Tuesday, July 14, 2015

ميلاد جديد ليا

14-07-2015
من الصبح وانا بأقول لنفسي النهاردة تقريبا أهم يوم في حياتي ، بس دلوقتي بعد ما الاحتفال خلص ، انا بقيت متأكدة انه اهم يوم في حياتي ، واني لما خرجت من البيت النهاردة الصبح ، مش نفس الشخص اللي رجع خالص ، عشان كده رجعت جري عشان اكتب ، كتابة حرة ، عفوية ، غير مرتبة بالمرة ، بس كان لازم اخرج شحنة المشاعر اللي جوايا وكل الدموع اللي حبستها طول الوقت ، اقعد على الكنبة واحط الكمبيوتر على حجري ، لوحدي تماما ، واكتب واعيط براحتي بقى ... معرفش هانشر ولا لاء وما يهمنيش انه حد يقرا ، يهمني ان اللي جوايا يتسجل وبس ، عشان اقراه بعدين ، ويقراه ولادي ، وولاد ولادي من بعدي ...
الأول خالص... انا من امبارح وانا جوايا جملة واحدة بتتكرر وهي " الحمد لله على نعمة (امنية) " امنية اقرب حد ليا في الدنيا دلوقتي ، هي أهلي في موريال ، وهي ضهري وسندي ، الحقيقة احنا الاتنين قررنا في لحظة ما ما بتتكررش كتير ، وباتفاق ضمني ، محدش فينا اعلنه للتاني ، اننا نبقى كده لبعض ، نستحمل رخامة بعض ، ونفضل مع بعض ، ونزهق من بعض ، ونفرح مع بعض ، ونبقى مراية بعض ، وبنحب بعض جدا ، ومش عارفين ليه ؟! عمري ما هانسى ان امنية كانت الوحيدة اللي جنبي النهاردة ، وانها سابت شغلها ودعمتني ، انا فعلا كنت هابقى في منتهى التعاسة لو كنت لوحدي من غيرها النهاردة ويمكن اليوم مكنش هايبقى له اي معنى ، ويمكن كان هيبقى ذكري حزينة ومؤلمة لمشوار قطعته لوحده ووصلت لنهايته لوحدي ، بس العكس تماما هو اللي حصل ، انا كان معايا بني ادمة بالعالم بحاله ، ربنا يخليها ليا ، وما يحرمش اي حد قلبه حلو من صاحب جدع ، يحبه ويقدره ويقف جنبه في الوقت المناسب ...
تاني : الحمد لله على نعمة "امنية " يارب كل الدعاء اللي دعيته لها النهاردة يبقى من حظها ونصيبها ، يارب انت كرمك مالوش حدود ، فرح قلبها زي ما فرحتني النهاردة .

بعد كده ... اليوم ده اهم يوم في حياتي ، والصبح كنت بافكر في ايه اليوم المهم جدا قبله ، وعدت على ذاكرتي ايام كتيرة حلوة ، يوم فرح اختي ، يوم ما سافرت الاردن اول مرة ، يوم ما رحت الاعداد بتاع منحة فولبرايت ، اه يوم فولبرايت ده ، انا اتكلمت عنه في الفيديو بتاع فولبرايت ، ودايما بافتكره لانه من اعظم الايام في حياتي ، يوم ما استاذة "امل" مديرة البرنامج وقفت قصادنا وقالت لنا : "صدقتوا" .
"صدقتوا ان في تكافؤ فرص وانكوا ممكن تسافروا امريكا فعلا وانه الموضوع لا فيه كوسة ولا وسايط ولا محسوبية ولا اننا بنسفر قرايبنا بس "
وقتها كانت سنة 2007 تقريبا ، كان عمري 26 سنة وكنت فاقدة الثقة في العالم تماما ، انا من عيلة بسيطة جدا وظروفي دايما صعبة ، وفعلا باعافر في الدنيا بإيدي واسناني بس عشان اعيش ، عشان اكل واشرب ويكون معايا فلوس اركب مواصلات واي حاجة بعد الكام حاجة دول كانت فعلا رفاهية ، مع ان اللبس مثلا حق من حقوق الانسان الاساسية ، بس فعلا في الوقت ده شراء اللبس كان رفاهية ، والخروجات رفاهية ، والسينما ، وانك تاخد توصيلة من حد عنده عربية رفاهية ، رفاهية انا مكنتش قدها ولما بتحصل في حياتي بالصدفة بأبتهج جدا .
فتخيلوا بقى انك تسافر امريكا بحالها ، وانه يتصرف عليك خلال سنة ما يوازي 24 الف دولار تتضمن دراسة واكل وشرب وسكن ولبس وفسح وطيران ، من جيب المواطن الامريكي وضرايبه ، انت الغلبان المطحون في الدنيا اللي بتشتغل بدخل مش محصل 1000 جنيه في الشهر، وحلمك الوحيد الستر .
انا باحب اليوم ده وباحب امريكا عشان فكرة تكافؤ الفرص دي وبحب اليوم ده عشان علمني انه الاحلام بتتحقق لو شقينا عليها ، وعلمني ان الرزق مش كله فلوس ، وان ربنا دايما شايلانا حاجات حلوة لو قلوبنا حلوة ونستاهل ، بأحب اليوم ده لأنه رجع لي ثقتي في العالم ، وانا كنت بأفقدها يوميا وانا بأتمرمط في الشوارع والشغل والمواصلات .
افتكرت اليوم ده النهاردة ، لان اليوم ده ، هو اللي وصلني هنا ، وهو اللي خلاني جزء من العالم الجديد ده، هو اللي خلاني بقيت كندية ، بأحلف النهاردة اني احافظ على قيم الحياة الكندية ، من حرية ومساواة وعدل وتكافؤ فرص ومحبة .
أنا فعلا سعيدة اني النهاردة بأدفع جزء كبير من دخلي كضرايب ، وبأقول وايه يعني مش ممكن في يوم ما تحقق حلم طفل في بلد افريقي ، او تبني مدرسة او مستشفى في مدينة ما في العالم الثالث.
حوشت نفسي من البكا والقاضي بتتكلم عن رحلة كل مهاجر فينا ، 300 شخص في الاحتفال من 150 دولة مختلفة ، كلنا تقريبا عندنا نفس الحدوتة مع اختلاف التفاصيل .
كلنا سبنا بلادنا الاصلية لسبب او لاخر ، سبنا اهلنا والناس اللي بنحبهم وده محدش يقدر صعوبته الا اللي داق مرارته ، كلنا جينا هنا وتعبنا كتير ، اه تعبنا ، الحياة هنا مش سهلة خصوصا في السنين الاولانية ، اضطرينا نشتغل شغلانات مش بتاعتنا ونتعلم لغة واتنين ، كلنا اتخبطنا زي الاطفال في شوارع ما نعرفهاش ولا تعرفنا ، كلنا سبنا رفاهية اللي متعودين عليه ، ودايرة الامان اللي بتمثلها العيلة والبيوت اللي اتولدنا فيها ، عشان نبدأ هنا من الصفر ...
ووصلنا ... بقى لنا حتة على الارض دي ، بقى لنا حاجة نورثها لولادنا وولاد ولادنا ، بقى لنا قيم حلوة لازم نحافظ عليها ومجتمع نبنيه ، لاننا خلاص بقينا بننتمي له وبمزاجنا مش مجرد ميراث، احنا اللي اختارناه ، وقصته بقت قصتنا زي ما هي بتقول .
اكتر احساس اختلف تماما جوايا وانا خارجة م الاحتفال هو اني فعلا بقيت حاسة اني ممكن اجيب ولاد ، ولاد كتير واعمل عيلة هنا ، ولاد احكي لهم قصتي مع الهجرة، ومعافرتي عشان الاقي وطن حقيقي غير اللي اتولدت فيه، الاقي فكرة تشدني وأؤمن بيها غير افكار اهلي وجدودي اللي لما ربوني شربوهالي بالعافية والتعود، الاقي فيه نفسي زي اي حد تاني ومش متصنفة بسبب  لوني او جنسي او ديني او اي حاجة تانية .
اجيب ولاد وهما يجيبوا ولاد يمكن يخلوا العالم مكان اجمل ، لو صدقوا فيه ، لو خدوا الفرصة وعاشوا كويس ، لو اديناهم عدل كفاية انه يخليهم يحبوا الحياة ، ويحبوا يجيبوا لها ولاد ...
انا لفترات طويلة كنت بواجه مشاكل نفسية ومرة حد متخصص قاللي انه مشكلتي اني معنديش حاجة انتمي ليها، في ناس بتستبدل الوطن بمهنة مثلا ... بس انا ولغاية وقت قريب مكنتش مستقرة في شغل معين ، اكبر فيه واعمل حياة ، ومكنش في اي حاجة فعلا بتربطني بالارض او بالحياة ..

النهاردة انا حاسة بالعكس تماما ... 
حاسة اني بأنتمي لهنا .. هنا بكل قيمه وافكاره وجماله وحريته وعدله واخلاقه.
النهاردة انا حاسة ان ليا وطن ...
وان زي ما كان درويش بيقول على فلسطين
"على هذه الأرض ما يستحق الحياة"  




Wednesday, July 01, 2015

كندا هي أمي




كل سنة وانتي طيبة يا كندا ، ربنا وحده العالم انا بحبك قد ايه ؟! وانا مش محتاجة اني اثبت حبي ده او حتى أبرره ، ورغم ان الحياة فيكي ساعات بتكون قاسية والبرد فظيع ، بس ده ما يمنعش اني بحبك جدا والله وانك اديتيني اجمل خمس سنين عشتهم في عمري ، ومشاعر كتير عمري ما جربتها ، وحرية عمري ما تخيلت اني اوصلها .. 

كل سنة وانت طيبة معايا يا كندا ومع كل أهلك الطيبيين جدا، وبعيدة عن كل شرور العالم ده ، وفعلا زي البوست اللي شاركته معاكوا الصبح .. واللي كان بيحكي عن *10 حاجات لازم العالم كله يتعلمهم من كندا ...
انا هأحب أترجمه "بتصرف" وازود عليه شوية حاجات خطرت في بالي وانا بقراه ...  عشان خاطر امي وكل اللي مش بيقروا انجليزي وبيقروا لي يعرفوا ايه هي كندا ...!

1 - كون لطيف ونقطة ومن اول السطر ...

اصغر مثال ... كندا هي البلد اللي لازم فيها تسلم على سواق الاتوبيس العام وانت بتركب وبعدين تشكره وانت نازل وتسمعه وهو بيتمنى لك سهرة سعيدة او يوم جميل ...

2- العيلة دايما اولا ...

انك تكون فرد في عيلة ومش عايش لوحدك معناها فلوس اكتر وضرايب اقل وتسهيلات مع البنوك لامتلاك اي شئ ، معناها تركب الاول في الاتوبيس وتفضى كنبة بحالها عشان تحط عربية البيبي بتاعك . ومزايا كتير لا تعد

3- لازم يكون دمك خفيف ...

معظم الكوميديانات في امريكا الشمالية من كندا او اتعلموا في كندا ، مونتريال فيها مهرجان كل صيف اسمه "فقط من اجل الضحك " ومعظم  لقطات الكاميرا الخفية اللي بتتذاع حوالين العالم تقريبا بتتعمل في كندا ... لو كنت مونتريالي وماتعملش فيك مقلب مضحك ... اعرف انك مش كندي كفاية J

4- المساواة للجميع

كندا خلت جواز المثليين قانوني من 2005 ... يعني امريكا متأخرة عنها في القرار ده 10 سنين

5- القوة في التنوع

في بلد بتعتمد على المهاجرين ، هتلاقي في كندا ناس مختلفة من 200 بلد مختلفة في العالم وكمان هتلاقي احياء صغيرة وكأنها قطع مقطوعة م البلد الاصلي ومحطوطة في كندا ، هتلاقي الحي اللاتيني ، قرى صينية ، او ايطاليا صغيرة ، او المغرب الصغير ، هتلاقي مطاعم واكلات من كل العالم تمام زي ما بتاكلها في بلدها الاصلي.

6- الاكبر هو الافضل لما نتكلم عن الطبيعة

مش هأقدر اتكلم على هوس الكنديين بالحفاظ على البيئة وازاي اننا بنتعلم هنا نعمل اعادة تدوير لكل فضلاتنا ، مش هاقدر اتكلم على الطبيعة في كندا ... لازم تشوفوها بنفسكم بس تعالوا في الصيف ... في الشتا الموضوع صعب شوية

7- النجوم بالظبط زي الناس العادية

او يمكن الناس العادية هم اللي زي النجوم والمشاهير ... مش عارفة بس اللي شفته هنا ان معظم الناس متساويين مهما اختلفت درجات السلم المادي او الاجتماعي ، ساعات كتير نكون قاعدين ونشوف المذيع بتاع نشرة الاخبار داخل بتي شيرت وشورت عادي جدا وساعات بشبشب يشتري قهوة ... ومحدش يفكر حتى يقوم يسلم عليه ولا يخبط سيلفي معاه ... عادي يعني

8- لغتين على الاقل احسن من واحدة

انا بجد بأشكر مونتريال اللي اجبرتني على تعلم الفرنسي وفك شفرته ، وحتى لو مكنتش لسه قوية كفاية فيه زي الانجليزي ، بس دي حاجة من الحاجات اللي لما بتعدي بتخليك تبص وراك وتكون فخور انك عملتها ، ده اذا ما شجعتكش تتعلم لغة رابعة وخامسة

9- العالم اكبر من بلدك الاصلي

عاوزة اقولكم ان في كنديين ما يعرفوش حرفيا يعني ايه "فيزا" بيفتكروها فيزا بتاعت الكريديت كارد ، لانك بالباسبور الكندي عندك عدد كبير من الدول تقدر تتحرك فيه بحريتك ، زائد ان اصلا كندا لغاية النهاردة بتعتبر رسميا حتة من بريطانيا وبتتبع ملكتها بشكل شرفي يعني كندي تساوي انجليزي وتساوي بالتبعية ان اوربا فاتحة لك دراعاتها ،ولو كنت كندي - كيبيكي .. ففرنسا تعتبر خالتك :)
كندا هي التوأم الملتصق للولايات المتحدة الامريكية وتقدر تتحرك هناك بعربيتك ورخصتك الكندية ولو خدت مخالفة عندهم ينفع تدفع عندك لما ترجع ...

10 – اخر حاجة واهم حاجة هنتعلمها " ماتخليش الجو ابدا يوقفك"
هاتمطر وهنخرج ، ها تتلج وهانشتغل ، هانصحى بدري نشيل التلج من فوق العربية وهانسوق ونسافر ، الشتا في كندا تحدي حقيقي ، خصوصا لمهاجرين البلاد الدافية ، بس مع الوقت واللي بتشوفه من استعداد الكنديين له وحسن تصرفهم .. بتتعلم تكسب التحدي ...

كندا تجربة صعبة بدأها " جاك كارتييه" اول مرة حط فيها رجله على ارض "كيبيك" بس اللي قدر المهاجرين يعملوه فيها خلال العمر القصير لكندا بالمقارنة لحضارات من آلاف السنين ورغم ظروف الجو الصعبة ، يستاهل ان اهلها يكونوا من أغني و اعظم شعوب الارض وهم فعلا كده .



كل سنة وكندا بيتي 

لينك المقال الاصلي :
* http://www.huffingtonpost.ca/2014/07/23/learning-from-canada_n_5612632.html